2012/12/17

تقرير الجزيرة نت | أضخم حملة إلكترونية لدعم أسرى فلسطين



ميرفت صادق-رام الله
إنها "صوت المعركة" هكذا وصف الناشط والمصمم الفلسطيني الأكثر شهرة في أوساط الشباب حافظ عمر أضخم حملة إلكترونية انطلقت اليوم لإسناد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وعلى رأسهم أيمن شروانة وسامر العيساوي.
وتسعى الحملة التي انطلقت بثماني لغات اليوم الاثنين تحت عنوان "اليوم الإلكتروني لمساندة الأسرى المضربين الحرية موعدكم"، في جبهة على الصفحات الإلكترونية للفت أنظار العالم إلى الوضع المأساوي الذي يعانيه الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام والذين ارتفع عددهم إلى خمسة. 
ويُسَلط الضوء على حالتي الأسيرين أيمن شروانة الذي قضى 170 يوما في الإضراب المتواصل عن الطعام منذ مطلع يوليو/تموز الماضي، وسامر العيساوي الذي أمضي 140 يوما في الإضراب منذ بداية أغسطس/آب الماضي.


واعتقل شروانة والعيساوي بعد أشهر قليلة من الإفراج عنهما في صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2011، وطالبت النيابة الإسرائيلية بإعادتهما لأحكامهما السابقة قبل الإفراج عنهما مما يعني قضاء كل منهما نحو عشرين عاما إضافية. كما اعتقلت سبعة آخرين من محرري الصفقة.
وقال نادي الأسير الفلسطيني للجزيرة نت، إن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تجاوز 4700 أسير بينهم 200 طفل و12 أسيرة وأكثر من 200 مريض منهم 18 بحالة خطرة، و14 نائبا في المجلس التشريعي. 
 لارا يحيى: الحملة جاءت جاءت بعد أن لوحظ تراجع في التضامن مع الأسرى (الجزيرة نت)
ضغطوقالت الناطقة باسم الحملة لارا يحيى إن هناك أسرى فلسطينيين مضربون عن الطعام منذ شهور وحياتهم مهددة بالخطر ولا بد أن يقف العالم كله لنصرتهم ومساندتهم والعمل للإفراج عنهم. 
وتتوجه الحملة برسائل مكتوبة ومصورة إلى الفصائل الفلسطينية والدول العربية وخاصة مصر -راعية اتفاق تبادل الأسرى- وإلى أحرار العالم ومؤسساته الدولية للضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عن المضربين المهددة حياتهم بالخطر.
وانطلقت الحملة حسب القائمين عليها، بمشاركة نحو عشرين مليون متابع عبر أكثر من 350 صفحة بفيسبوك وآلاف التغريدات عبر تويتر في أكبر مظاهرة إلكترونية لإعادة تفعيل قضية الأسرى الفلسطينيين. 
وقالت الناشطة لارا يحيى للجزيرة نت، إن الحملة جاءت بعد عدة فعاليات نظمتها شبكة قدس الإخبارية الأوسع انتشارا في أوساط الفلسطينيين ونشطاء آخرون للتضامن مع الأسرى المضربين، بعد أن لوحظ تراجع كبير في التضامن.
وترى أن الحشد الإلكتروني يجد قبولاً واسعاً ويتعدى حدود المكان والزمان، بما يضم مشاركات واسعة فلسطينية وعربية ودولية. 
وتتواصل الحملة الإلكترونية مع صفحات رسمية وإعلامية للفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية، كما انضمت عدة إذاعات فلسطينية لبث رسائل التضامن التي يرسلها نشطاء من دول عربية مثل الأردن والجزائر وتونس ومصر والمغرب ومن البرازيل وماليزيا والولايات المتحدة.
صورة لرسام الكاريكاتير العالمي كارلوس لاتوف متضامنا مع الأسرى (الجزيرة نت)
تضامن
ومن أبرز المتضامنين رسام الكاريكاتير البرازيلي الشهير كارلوس لاتوف الذي بعث بصورته مع رسالة تدعو للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، وكذلك الأسيرة المحررة ضمن صفقة التبادل أحلام التميمي والتي أبعدتها السلطات الإسرائيلية إلى الأردن إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين والأسرى المحررين.
وتطلب الحملة من المشتركين نشر قضية الأسرى والمساهمة في التعريف بمعاناتهم ومشاركة صورهم ورسائل عائلاتهم وعرضها للعالم. 
وتزامنت التظاهرة الإلكترونية مع مرور عام على ثورة الإضرابات الفردية في سجون الاحتلال والتي بدأها الشيخ خضر عدنان بإضراب متواصل استمر 66 يوما حتى نال حريته، وتبعه في ذلك عدد كبير من الأسرى الذين تمكنوا من انتزاع قرارات بالإفراج عنهم. 
وقال الأسير المحرر بلال ذياب -الذي خاض الإضراب عن الطعام لـ77 يوما قبل الإفراج عنه في أغسطس/آب الماضي- إن أهم داعم له خلال الإضراب كان إيمانه بنصر الله، ثم تضامن الشعب الفلسطيني والمؤمنين بحق الإنسان بالحرية حول العالم.
وأضاف ذياب للجزيرة نت "كنت بهذا الدعم ازداد قوة وثباتا وإصرارا أمام السجانين، وهذا أقصى ما يحتاجه أيمن شروانة وسامر العيساوي وباقي الأسرى المضربين اليوم".
تدهورمن جهتها قالت المحامية شيرين العيساوي شقيقة الأسير سامر العيساوي للجزيرة نت، إنه في وضع صحي خطير جدا ولم يعد يحتمل الأوجاع في كافة أنحاء جسده إضافة إلى ضعف في عضلة قلبه وخلل في الأعصاب عامة، حسب تقديرات أطباء مصلحة السجون. 
ورفضت سلطات الاحتلال الجمعة الماضية الإفراج عن العيساوي بكفالة، وسط تخوف العائلة من إعادة فرض الحكم الذي كان مفروضا عليه قبل الإفراج عنه في صفقة التبادل والذي أمضى منه عشر سنوات.
وفي تسجيل بثته الحملة الإلكترونية، قالت والدة الأسير أيمن شروانة إنه فقد القدرة على البصر وتحريك أطرافه كما تعطلت إحدى كليتيه ولم يعد قادرا على المشي بعد نحو ستة شهور في الإضراب عن الطعام. 
وشرع الآلاف عبر صفحات فيسبوك وتويتر بتغيير صورهم الشخصية إلى "بوستر التضامن" مع الأسرى الذي صممه الناشط حافظ عمر. 
وقال عمر إن دورنا على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة هو إيصال صوت المعركة التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون إلى أحرار العالم "من أجل إسناد مقاتلينا ونشر الإيمان بحتمية النصر".
بطاقات تعريفية عن الأسرى المضربين عن الطعام (الجزيرة نت)
مناشدةفي هذه الأثناء ناشد وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسيرين أيمن الشراونة وسامر العيساوي.
وقال قراقع "كلنا أمل أن يكون عيد الميلاد هذا العام بلا أحزان ودموع وخوف، وأن نضيء شجرة الميلاد في أرض السلام في ظل الحرية والاستقلال والكرامة لشعبنا وإنهاء معاناته الطويلة". 
وأشار إلى أن الأسرى المضربين عن الطعام قد اعتقلوا بشكل تعسفي يخالف المبادئ والقيم الإنسانية والدينية ودون تهم محددة، و"أن حياتهم الآن وفي ظل احتفالاتنا بأعياد الميلاد أصبحت مهددة بالموت، فلا نريد لهذا الاحتلال أن ينغص فرحتنا ويحول أعيادنا إلى مصائب وجنازات".
وردا على ضعف الأداء الرسمي الفلسطيني تجاه الأسرى المضربين، دعا القيادي في حركة فتح حسام خضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإعلان الإضراب عن الطعام تضامنا مع الشروانة والعيساوي. 
وقال خضر في تصريح للحملة الإلكترونية "لو كنت مكان الرئيس لأعلنت إضرابي عن الطعام للفت أنظار العالم للوضع الحرج للأسرى المضربين منذ شهور، ولوضع إسرائيل في الزاوية أمام المجتمع الدولي وأمام كافة المؤسسات الإنسانية والقانونية على مستوى العالم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق