2012/12/19

عشرات الملايين يشاركون في حملة إلكترونية عالمية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين


أكبر تظاهرة إعلامية على مدى السنوات الماضية
عشرات الملايين يشاركون في حملة إلكترونية عالمية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين

استطاعت الحملة الإلكترونية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والتي أطلقها مجموعة من النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي أن تعيد للأسرى نوعاً من التضامن المفقود مع قضيتهم من خلال تحقيق قفزة نوعية عبر وسائل الإعلام الجديد لإيصال صوت الأسرى للعالم وإعادة تفعيل قضية خمسة أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام في سجون الاحتلال "الاسرائيلي".

الحملة التي انطلقت يوم الاثنين (17-12-2012) وحملت شعار " اليوم الالكتروني لمساندة الأسرى المضربين عن الطعام" بدأت كفكرة صغيرة داخل مجموعة "أخبار الأسرى عند الاحتلال" التابعة لشبكة قدس الشبابية وتطورت لتشمل أكثر من 500 صفحة، واستطاعت أن توحد الملايين على الفيس بوك الذي تغير لونه للون البني وحمل التصاميم والصور التعريفية بالأسرى والمتضامنة معهم.



وبحسب القائمين على الحملة فإن الحملة لم تقتصر على النشطاء الشباب بل وجدت استجابة كبيرة من قبل العديد من الشراح والجهات الرسمية والشعبية على مستوى فلسطين والعالم العربي، كمشاركة الصفحة المركزية لحركة فتح على الفيس بوك، ومفوضية العلاقات العامة في فتح، وصفحة الجبهة الشعبية الرسمية، والقطب الديمقراطي الطلابي، وصفحات الجهاد الإسلامي وحركة حماس، كذلك التفاعل الواسع من قبل الدوائر الرسمية مثل رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية، ووزارة الأسرى في رام الله، بالإضافة لمشاركة جميع مؤسسات الأسرى بمختلف توجهاتها لأول مرة في حملة واحدة.

وتمكنت الحملة من كسر الحظر الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال ضد قضية الأسرى الفلسطينيين وانهالت صور التضامن مع الأسرى من مختلف دول العالم العربي والغربي، وشارك في الحملة شخصيات عالمية ومشهورة كالرسام البرازيلي كارلوس لاتوف والصحفية البريطانية لورين بوث والناشطة الأمريكية عائشة شوارتز والناشطة الايطالية روزا شاينكو ومئات النشطاء الأوروبيين.

أرقام قياسية للتفاعل

وحققت الحملة أرقام قياسية لحجم التفاعل مع قضية الأسرى سواء من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالتصاميم والصور والمواد والفيديوهات، أو من خلال التغريدات المختلفة وبمختلف لغات العالم على موقع "تويتر" وغيرهم من مواقع التواصل الاجتماعي.

فمن جانبها تقول الناطقة باسم الحملة الإلكترونية لارا يحيى: "هذه الحملة استطاعت ان تحقق أرقاماً قياسية في حجم التفاعل، حيث بلغ عدد المتابعين للحملة على موقع فيس بوك أكثر من 30 مليون شخص بمشاركة مئات الصفحات من مختلف التوجهات، كما وصل عدد التغريدات على "هاشتاغ" الحملة في موقع "تويتر" إلى أكثر من 25 ألف تغريدة خلال 24 ساعة، بمشاركة مئات الناشطين من مختلف أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

خطة جديدة

وتضيف يحيى "أكثر ما ميز هذه الحملة إلى جانب هذا الالتفاف الشعبي والرسمي حولها، هي الفرحة التي دخلت إلى منازل أهالي الأسرى المضربين عن الطعام والذي تقدموا بالشكر الجزيل من جميع المشاركين في الحملة وخاصة من شارك في إرسال الرسائل التضامنية عبر الهاتف "sms" والتي لاقت إقبالا كبيرا على مستوى العالم وأدخل السعادة والبهجة لقلوب أهالي الأسرى".

وأوضحت يحيى "على غير العادة في مثل هذه المناسبات، فقد تصدرت هذه الحملة وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية والأجنبية، فكانت الخبر الرئيسي على مختلف وسائل الإعلام، الأمر الذي أعاد قضية الأسرى إلى دائرة الاهتمام والعمل بعد التهمييش والتقصير في الآونة الأخيرة، وهذا ما كنا نهدف إليه".

نقلة إعلامية نوعية

ويصف المختص في الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد وضاح عيد هذه الحملة بأنها أكبر وأهم تظاهرة إعلامية لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال على مر السنوات الماضية، والتي استطاعت ان تصل لكل مهتم ومتابع للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

ويقول عيد "أكثر ما ميز هذه الحملة هو الاستغلال الجيد والناجع لصفحات التواصل الاجتماعي في سبيل إحياء جزئية مهمة في القضية الفلسطينية، حيث يسجل الإعلام الفلسطيني اسمه مرة اخرى في صفحات التفوق التي سطرت على مدى مراحل الصراع العربي الإسرائيلي"

ويضيف عيد "هذا النجاح منقطع النظير، وهذه النقلة النوعية في الإعلام الفلسطيني ستكون بمثابة الملهم للعديد من الحملات الإلكترونية القادمة على مثل هذا النوع من الإعلام الذي اثبت جدارته خلال الفترة الحالية، ولا ننسى الجنود المجهولين الذي سهروا وعملوا ليل نهار من أجل إنجاح هذه الحملة، وقد نجحت بامتياز".

تفوق منقطع النظير

المتابعون لهذه الحملة سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي قالوا إن هذه الحملة والتي واجهت انتقادات كبيرة منذ الإعلان عن إطلاقها، استطاعت أن تعكس صورة مغايرة للصورة الانطباعية عن الإعلام فيما يتعلق بقضية الأسرى لدى الاحتلال والتي كانت تعاني إهمالا كبيرا.

الناشطة الفلسطينية سوسن خميس فتقول "كان يوما مميزا وحملة نوعية لمسنا من خلالها وحدة بين كل اطياف شعبنا، توحدنا لأجل الاسرى ولأجل إيصال رسالتهم العادلة الى كل العالم شخصيا، وأرى من خلال الكم الهائل من التفاعل ان الحملة حققت ما كانت تهدف اليه والمهم الاستمرارية، وتحية كبيرة لكل من ساهم في انجاح هذه الحملة".

من جانبه قال الناشط والمصمم حافظ عمر: "لقد كانت حملة ناجحة بامتياز، والأمر لا يتعلق فقط بالإحصائيات ومدى انتشار الحملة وتفاعل العالم معها، الأجمل والأنجح كان التفاعل مع القائمين على الحملة والمشاركين فيها وتوحدهم وعملهم معاً بمهنية والتزام وانتماء منقطع النظير وإبداع حقيقي... الى الأمام في الحملات القادمة.. شعب واحد، وطن واحد، قضية واحدة".

أما الناشطة هادية أبو خايط فقالت: "كان يوما رائعا من ايام فلسطين المجيدة، وأشكر القائمين على هذا المشروع جميعا، وأصحاب الفكرة وجميع الاعضاء في شبكة قدس الإخبارية صاحبة الفكرة التفوق، جعلتم ارواحنا تحلق بين الاسرى وفوق زنازين الظلم لعلنا استطعنا ايصال صادق مشاعرنا وحبنا لأسرانا جميعا واعتزازنا بهم ومعاهدتهم على الوقوف بجانبهم حتى الحرية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق