2014/01/21

كيف يشعر الأسرى حين يوجد معهم أسيرٌ مريضٌ بالزنزانة

ضمن حملة دعم الأسرى المرضى كتب الأسير المحرر سعد معين حافظ

الليل طويلٌ جدا ًحين يكون داخل الزنزانة أسيرٌ مريض، أحرث العتمة بعيني جيئة وذهاباً لا لجدوى ما في ذلك فقط لئلا يلمح الدموع الواقفه على أعتاب الجفون، لا أشفق عليه فما هو بمدعاة للشفقه أو للأسف.
أسمع اناته المكمومة عن من يسكنون هذا الخندق، هذا الجرح النازف في الأرض، هذي الزنزانة الموغلة في الظلام وأعرف أنه مثلي يكابر، ويعض على وجعه لئلا نصحو من وهم نومنا، يجهد يتعب يطوي جسده على وجعه لكن موجات الألم تجتاحه وتضربه بعنف لا أعرف مثله سبب وجعه سبب مرضه أو ما هو.

أتذوق ألماً مجهول الأبوين معه، فكيف لأسير فلسطين أن يعرف مرضه أو سببه في السجن.

 قد يكون السجان الذي يرتدي زي الطبيب اتباعا للبرتكولات قد حقنه غلا بمرض ما لا لشيئ سوى للتجربة، تجربة قدراته المعدومة أصلا أو لتجربه عقار شركه دواء دفعت له حفنه من الدولارات ليجربه،.نمسي في الأسر حقل تجارب للمجرمين كما كنا في الخارج حقل تجارب للذخيرةـ، وآخر التكنولوجيا الأمريكية الموجهة استعداداً للحرب (النظيفة)؛قد يكون البرد هو من أثقل عليه رفقته حتى إستقر منه في العظام، وقد يكون القهر قد استأثر في صدره أوغمر السياج الشائك حنجرته، وقد تكون رصاصة استقرت في لحمه منذ سنين لاتزال ترفض التقاعد من سبب وجودها.

مرهق أنا بسكوتي مرهق أنا بانتظاري له أن يصرخ أن يدك أسوار صمته أن يشتكي ..
انفض عني سكوني وأهزه قائلاً هل أنت بخير هل أطلب الطبيب ..؟؟ 
فيجيب بعينين مشقوقتين على وجع إرتدى وجهه، وما الذي سيفعله لي الطبيب؟؟؟، أجيبه بما نعرفه جميعاً، لا شيء لكن لا بد أن يراك، عله يعطيك ما تسكت به وجعك.

يرفض ويجتمع من إدعى الهدوء مثلي في العتمة قبل قليل لنقنعه، فيرفض كما نرفض كلنا حين نغدو في مقامه، لكننا نتجاهل رفضه وننادي السجان ونناديه فيجيب من مقعدة في غرفة المراقبة بفظاظة كعادته رافضا إنزال قدمه من على الطاولة قبل أن يعرف ماذا نريد، يتملكنا الغضب الذي يذوي كالنار في الزنازين القابعة في السجن ويرتفع سور عجزنا أكثر فأكثر، ويجيئ ويأتي متثائباً متثاقلاً متذمراًًويقف بشباك الزنزانة ضجراً ويسأل من المريض وما إسمه ورقمه وما به؟!

ويرفض إستدعاء الطبيب حتى نوقف المريض ونجلبه للباب ليراه ..فنمسك ألسنتنا عن شتمه والبصق في وجهه، فليس هذا وقت العراك،
وبعد جهد جهيد يتنازل ويستدعي الطبيب الذي لا يأتي إلا بعد نصف ساعة وأكثر ريثما يستيقظ ويشرب قهوته ويكمل زينته ليجيئ الأخير رغم ذلك، نصف نائمٍ وغاضباً وناقماً على من  أيقظه الوجه، ويعيد طلب اسم الأسير ورقمه ويصر على أن نجلبه مرة أخرى للباب رغم وهنه ووجعه ليفحصه بأذنيه من خلف الباب فهو لا يأبه به ولا بمرضه يسأله ما بك هل تتدلل ويمد يده في جيبه مخرجاً حبة  دواءٍ مسكن (أكامول) ويوصيه بشرب الماء ويدير ظهره متجاهلاً استهجانناً لسلوكه ومستهزءاً بصراخنا واحتجاجاتنا وقبل أن يرحل دون أن يقدم له شيئا يسجل اسم المريض لدور العيادة الطويل ويصفعنا بالحقيقة.

ماذا افعل له هل انا الطبيب ؟؟؟ ..فلينتظر قدوم الطبيب !!!!.. 

يزحف العجز في دمنا ويأكلنا أحياء صامتين ويطرق صدورنا الوهن والضعف مع كل أنةٍ يطلقها قهراً أخونا المريض،  يحزم النوم أمتعته راحلاً في تلك الليلة عن زنزانتنا، ونتحلق وجع أخانا ورفيقنا، نقتسم عجزنا ووجعه وقلة حيلتنا ونهلك ، نمسك يده، نجترع طب العجائز في بلد شاخ على الصبر، نمسح جبينه الملتهب بالماء بالدمع ونغرق نغرق في عجزنا نغرق.

نشعر كم نحن محاصرون وكم نحن عاجزون، ندفن رؤوسنا بأكفنا من شدة الخجل من شدة الألم، لنصحو، وندق جدار الخزان ونضرب بأيدينا الأبواب والقضبان فلا كنا إن هذا السجان وأخونا مريض إستقر ونام.

بطاقات الأسرى الجزء الرابع

الأسير المريض الحر منيف أبو عطوان

الأسير المريض الحر منصور الشحاتيت

الأسير المريض الحر منصور موقدة

الأسير المريض الحر ناهض الأقرع

الأسير المريض الحر نبيل المغير

الأسير المريض الحر منصور الشحاتيت

الأسير المريض الحر مراد أبو معيلق

الأسير المريض الحر محمود سلمان

الأسير المريض الحر محمود سناقرة

الأسير المريض الحر محمد ناجي أبو حميد


الأسير المريض الحر محمد بشير أبو الرب
الأسير المريض الحر اللواء فؤاد الشوبكي

الأسير المريض الحر علي فهمي دعنا
الأسير المريض الحر فواز عابدين

الأسير المريض الحر حمزة سعيد كالوتي



الأسير المحرر رأفت حمدونة يتحدث عن أوضاع الأسرى المرضى

 ماذا يقول القانون الدولي الانساني والمواثيق الدولية الانسانية عن وضع الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام، وكيف يتعامل الاحتلال مع هذه المواثيق؟! الاجابة مع الأسير المحرر والباحث في شؤون الأسرى رأفت حمدونة.

الأسير المحرر خضر عدنان يحصي الأسرى المرضى والشهداء منهم


الأسير قاسم عواد يتحدث عن أوضاع الأسرى المرضى

الأسير المحرر قاسم عواد من نابلس المحتلة، يتحدث عن أوضاع الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال، ويوجه رسالة للشارع الفلسطيني، ضمن فعاليات (حملة دعم الأسرى المرضى ١٩-٢١/ ١/ ٢٠١٤).

بطاقات الأسرى الجزء الثالث

الأسير الحر يوسف نواجعة

الأسير هشام طه
الأسير الحر أحمد لطفي خلوف

الأسير محمد ناجي أبو حميد
 الأسير الحر إياد حريبات

أمير أبو رداحة

الأسير الحر إبراهيم البيطار

الأسير الحر رائد الرطروط

الأسير الحر سامر عويسات

الأسير الحر صلاح الطيطي

ناصر أبو خضر

الأسير الحر عبد المجيد خضيرات
الأسير الحر علاء الهمص

أصداء التضامن مع الحملة من قبل بعض الاعلاميين والمحررين

تابع فريق الحملة خلال الأيام الثلاثة بعضاً من التعليقات والآراء التي أبداها عددٌ من الأسرى المحررين، والصحافيين على حملة دعم الأسرى المرضى والتي تختتم فعالياتها اليوم الثلاثاء الموافق ٢١/ ١/ ٢٠١٤، والتي كانت قد بدأت في ١٩/ ١/ ٢٠١٤.
نترككم مع بعض هذه الآراء
الأسير المحرر الصحافي عامر أبو عرفة، وهو من مدينة الخليل في الضفة المحتلة، قال للفريق:   "الأسرى المرضى يحتاجون منا وقفة حقيقية، نتكلم عن مرضى أسرى تكبلهم قيود المحتل وقيود أشد  قيود المرض الذي تشتد وطأته بسبب ممارسات المحتل السادية بسياسة الإهمال التي يتبعونها قصدا، لا تجعلون نستقبل أبو حمدية جديد، والحل ممكن..أعلوا أصواتكم..تحركوا..إنقاذهم واجب علينا وأمانة في أعناقنا".


والأسير المحرر المريض عدنان حمارشة فقال: "قبل  سنوات دخلت قبر الرملة، ومع آلاف الرحلات التي سرتها مقيداً من والى المقبرة، إلا أن هذه الرحلة كانت أسوأهن، حين لمست بقدمي أرض القبر، حين أحسست بحياة هؤلاء القابعين هناك، حياة ليست كحيواتنا التي نعيشها، حياتهم تتسربل بالإبتسام رغم كل رائحة الموت التي تحوي المكان، الشهداء "أشرف أبو ذريع، ميسرة أبو حمدية، ضحكاتهم لا تزال تختزل ذاكرتي، إلى ذلك القبر فقط، قبر الرملة الذي ما زال مفتوحاً، وهو بحاجة لجبالٍ من الجهود بعد، لنغلقه، الأسرى المرضى، جرحٌ كبير، وحملة كهذه قد تكون "بلسماً" (حملة دعم الأسرى المرضى) كلي فخرٌ بجهودكم.

أما عضو اللجنة الخاصة بالأسرى، الأسير المحرر فادي فرح فعلق قائلا:  "تجربة مريرة ما زلت أعاني منها لغاية اللحظة، المماطلة والتسويف والتشخيص اللا مبالي والاهمال المتعمد ناهيك عن الحاجز النفسي والأمني للوصول إلى عيادة المعتقل، لأكثر من ثلاث سنوات حتى آخذ بعض حبات مسكنة رغم تدهور وضعي الصحي، كل ذلك على أيدي قوات معتقلات الاحتلل، وكنت أحسب أن ذلك شرٌ ووجدت الخير بألا أحصل على علاجهم، أفضل من أخضع لعلاجٍ طبي يجعل جسدي حقل تجارب، وأخضع لعلاجاتٍ خاطئة.

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني سميرة الحلايقة  قالت :  "إن وجود ما يزيد عن 25 أسيراً مريضاً يمرون في حالة الخطر ويتهددهم الموت في كله لحظة، دون أن تنتصر لهم القرارات الحقوقية والانسانية والمؤسسات الدولية ومؤسسات السلطة الفلسطينيه هو مؤشر خطير يمس بالدرجة الأولى القانون الدولي بما فيه حقوق الانسان وكذلك مساس واضح بآدميه هؤلاء الأسرى وعائلاتهم وتدمير لنفسيات اطفالهم وذويهم والاحتفاظ بهم في سجون الاحتلال هو عقبه مركبه لهم حيث يقضون سنواتهم تحت وطاة المرض والقيد والحرمان من الحريه ومعاناة ذويهم.
هؤلاء الذين دفعوا زهرة شبابهم في سبيل حريه شعبهم وفي سبيل أن يكون لهم وطن ينعم بالحرية فحري بأبناء شعبهم أن يقفوا معهم في محنتهم وحري بكل فلسطيني حر سواء على مستوى المسئولين أو القيادات السياسية أو مؤسسات المجتمع الحكومية والغير حكومة وعلى كل الفصائل الفلسطينيه أن تقف وقفة رجل واحد من اجل المطالبة باطلاق سراحهم وممارسة كل الضغوطات على الكيان الصهيوني حتى يخضع لارادة هؤلاء الاسرى بالافراج عنهم دون قيد أو شرط"

من ناحيه علق الأسير المحرر محمد النجار : "  لم يعد مقبولاً صمتكم،  فالأسرى يموتون، يموتون و لا يتكلمون، كي لا يزعجوكم يا نائمون، لكنهم هناك يصرخون، من شدة الألم يتوجعون، هناك في مسلخ الرملة، على أسرة الحديد يرمون، هناك في مسلخ الرملة، ترقد الأسود الجريحة، مكبلة، مقيدة، دامعة، حزينة، لا تريد شيئاً من حياتكم، تريد أن نموت بين الأحبة كي ترتاح أرواحهم التي ما تعبت من المواجهة، عارٌ علينا إن تركناهم، ولا خير فينا إن خذلناهم، فقضية #الأسرى_تحتضر وآن وقت انتفاضة الأسرى."

الناشطة في مجال الأسرى علا حسونة قالت إن  " قضية الأسرى هي من أعدل وأنبل القضايا على  الإطلاق، مشيرة إلى أن هنالك اسرى مرضى قابعين في سجون الاحتلال وحالتهم في تدهور مستمر في ظل عدم تقديم العلاجات اللازمة لهم، إذ أن هنالك أكثر من ١٠٠ حالة مصابة بأمراض مزمنة وهم بحاجة لرعاية خاصة وهذا الحال يجعل الوضع الصحي لهؤلاء الأبطال في حالة من الخطر الشديد لذا فإننا نناشد كل من عنده ضمير للتدخل لوضع حد لمأساتهم الصحية".

من جانبه قال الأسير المقدسي المحرر  المهندس خالد أبو عرفة:  "هؤلاء الأسرى المرضى جمعوا العزيمة من أطرافها، سجن، وإبعاد و قهر و مرض، كل ذلك بصبر جميل و تحد للسجان كبير، و أمل بالنصر و الفرج لا يفتر، فما ترون جزاء و فضل من يساند هؤلاء الأسرى الأبطال ليبقوا أصحاء أقوياء و صناديد، طوبى لم مد يده لهم بالمؤازرة، ولهج لسانه بالدعاء لهم، أللهم إجعلني من هؤلاء المؤازرين"

أما النائب المقدسي محمد طوطح، المحرر و المبعد خارج القدس فقال:  "مهما بذلنا من جهود من أجل إعلاء صوت الأسرى و بالذات المرضى منهم، فإننا سنبقى مقصرين بحقهم، فلن ترتقي كلماتنا (مهما علت) إلى رقي صمودهم و ثباتهم، ورحم الله شهداء الحركة الأسيرة الذين سطروا بدمائهم الزكية خارطة الوطن الجريح، فشهادتهم كانت و ستبقى لعنة على كل المقصرين و المتخاذلين."


في حين اعتبر الوزير السبق والأسير المحرر وصفي قبها :" إن الأسرى المرضى هم الشهداء مع وقف التنفيذ، فهم من إجتمع عليهم ألم القيد وألم الجسد، فمعاناتهم تتفاقم يوماً بعد يوم، ويتردى وضعهم وتتراجع أحوالهم الصحية، هذه المعاناة المستمرة تجسيد وإنعكاس لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون المركزية، التي لا تقوم بتشخيص المرض مبكراً وقبل أن يستفحل ويفتك بجسد الأسير، ولا تقدم العلاج المناسب في الوقت المناسب، وبذلك تحرمهم من محاصرة المرض في مراحله الأولية وإجراء العمليات الجراحية وهذا يتأتى ضمن سياسة لاإنسانية هدفها الأول والأخير مفاقمة معاناتهم وآلامهم للنيل من إرادتهم، حيث تعمل على مضاعفة الهموم والضغوط النفسية للأسرى من خلال وإنقاذهم من سياسة الموت البطيء التي يعيشونها. والأخطر من كل ذلك أن الأسرى الجرحى الذين عانوا من إصابات لحظة الاعتقال أو قبلها تم استغلال أماكن هذه الإصابة بشكل وحشي ودون مراعاة إنسانية لأوضاعهم الصحية، لانتزاع الاعترافات منهم حول تهم منسوبة إليهم، إننا إذ نحذر من مغبة استمرار هذه السياسة بحق المئات من الأسرى المرضى لما لها من انعكاسات سلبية خطيرة تهدد بتفجر الأوضاع في كافة السجون، لنطالب كافة المؤسسات الحقوقية والدولية بالتدخل لإنقاذ هذه الحالات من الموت."
 أما الأسير المحرر أنس أبو خضير، وهو مسؤول فريق دعم الأسرى الإعلامي " فداء" فوجه رسالة قال فيها: " قضية الأسرى هي جرح الأمة النازف ، وسفر الألم فيها هم أسرانا المرضى ممن جمعوا ألم الأسر مع ألم المرض مع ألم إهمالهم، أي إنسانية وأي ضمير وأي رجولة إن تركناهم يصارعون الموت وحدهم ".

أما الصحفي والأسير المحرر أمجد أبو عصب فقال :"  ما أصعب أن تعيش مريضا دون علاج ، تشاهد السجان يتلذذ على آلامك، و يستمتع لأنين صوتك المخنوق، إلا أنكم أيها الأبطال، أثبتم روعة موقفكم، بصبركم على ألم السجن و الم المرض، لقد رفعتم رؤوسنا عاليا، فعهدا علينا أن نكون إلى جانبكم دائما حتى نيل الحرية بإذن الله".


ونختم بقول الأسير المحرر ياسين أبو خضير  الذي تحرر من الأسر قبل أقل من شهر ضمن الدفعة الثالثةبعد أن أمضى 26 عاماً داخل سجون الإحتلال :
"أن تكون مريضا في الأسر يعني أنك ميت بلا قبر، حي من أجل الألم، فعذاب المرض يجعل من الأسر مسيرة ذهاب و إياب، المرض في الأسر صراع مع الزمن على الحياة، و صراع على الحياة من أجل الحياة، أما العلاج فحدث ولا حرج تشخيص للحالة و دواء من أجل الإطالة، إطالة حياة المريض لينفذ عقوبة الأسر التي فرضت عليه، وليس لإشفائه، في مستشفى سجن الرملة ترى قطع آدمية تحمل أروحا فيما الجسد يتوق لأعضائه التي بترت أو توقفت عن العمل، ولا تستطيع كل المهدتات و مواد التخدير أن تضع حدا للألم فالعاهات المستديمة لا علاج لها، وإستمرار الأسر لأصحابها لا ينقذ أمن الإحتلال، و لا يمس به (أي الأمن) الإفراج عن أسرانا المرضى، فالأمس قد مضى وغدا قد يكون فات الأوان، واليوم يوم الحرية لهم، و هي دعوة لكل أحرار العالم ليعلوا صوتهم من أجل أسرانا المرضى".