قلب أسره المرض .. جسد أسره القيد .. وروح تعانق السماء ..
باختصار هذه حكاية الأسير المريض سامي عريدي (33 عاما )، من بلدة عرابة قضاء جنين، والمحكوم بالسجن 19 عاماً .
ومع انطلاق الحملة التضامنية مع الأسرى المرضى والتي أطلقها ناشطون في مجال الأسرى، كان لمراسلة مركز أسرى فلسطين لقاء مع شقيق الأسير المريض الأستاذ "رامي عريدي " .
يقول الأستاذ رامي "إن شقيقه الأسير يعاني من ضعف حاد في عضلة القلب، وصعوبة شديدة في التنفس خاصة في الليل ، إضافة إلى صداع ودوار بشكل متواصل لا يفارقه، فهو يتناول يوميا (7) أنواع من أدوية القلب والضغط" .
ويضيف أن شقيقه الأسير مصاب بالمرض منذ عام 2004، إلا انه أخفى مرضه خوفاً على والدته، فألم الفراق وحسرة الشوق تكفيها، فالأسير قبل الاعتقال كان رياضياً، و يتمتع ببنيةٍ جسدية قوية، إلا أن ظروف الاعتقال اللإنسانية وسياسة الإهمال الطبي من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أدت لتدهور وضع الأسرى صحياً، وإصابة الأسرى بالأمراض الخطيرة والمجهولة كالسرطان وغيرها .
سياسة الإهمال الطبي المتبعة بحق الأسرى لا تقف عند اكتشاف المرض فحسب، بل تتعداه لتصل إلى حد منع الأسير من العلاج، أو تأخيره لأشهر وربما لسنوات، ما دفع الأسير سامي وبعض أشقائه الأسرى المرضى للإضراب عن الطعام والدواء عدة مرات إلا أن مصلحة السجون كعادتها تتنصّل من اتفاقها، ويعود الأسير إلى الصفر، دون أي تقدم ملموس على وضعهم الصحي، والأسير سامي بحاجة لإجراء عملية قسطرة للقلب والشرايين بالاضافة لبعض الفحوصات الطبية لتشخيص المرض .
يقول شقيق سامي "إن سياسة الإهمال الطبي، سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال ليحوّل الأسير المقاوم إلى مريض، معاق وعالةٍ على أهله ليكون عبّرة لغيره وليشار إلية بالبنّان، إلا أن معنويات سامي وروحه النضالية أعلى من أي وقت سبق؛ وحالته النفسية فوق الممتازة، لكن الأدوية التي يتناولها هي مصدر قلق لنا فنحن لا نثق لا بدوائهم ولا بعلاجهم" .
يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير سامي عريدي بتاريخ 19/8/ 1999، وأصدرت بحقه حكماً بالسجن 19 عاما بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال، كما وسبق أن اعتقل الاحتلال عدد من أشقائه لفترات متفاوتة.
بدوره، طالب مركز أسرى فلسطين للدراسات كافة المؤسسات الحقوقية والدولية العمل على إنقاذ حياة الأسير عريدي، وأن يدرج الرئيس محمود عباس ووزير الأسرى قراقع، أسماء الأسرى المرضى ضمن قائمة الإفراجات المتوقعة من استئناف العملية التفاوضية الراهنة، كونهم يمرون بأوضاع صحية مأساوية، وكون الموت البطيء يحاصرهم جميعا بلا استثناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق